حياة فتيات الريكلام.. القيم أغلى ما يملكون
مصطفى المنشاوىقد تعطيك الحياة كل شىء تمناه غيرك ، ولكن بطمعك أنت من تفقد طعم كل شىء، ودائمًا نرى أن السبب هي الحياة، ولكن الحياة لم تتغير بقدر التغيير النفسى الذى يقابل الحياة.
وأعتقد ان الحياة هي من تعبت من تغير البشر في كل المراحل العمرية، وما دعاني للحديث بهذا الشكل، ما نشهده في المرحلة الحالية من انتشار ما يسمى "فتيات الريكلام" ولا أحد يعرف سبب تفشى هذه الفئة المجتمعية بهذا الكم الكبير.
ولم يفكر أحد بدراسة السبب الرئيسى لوجودهم بالمجتع المصرى المحافظ، ولا يخفى عليكم أنه يتردد الكثير منهن يوميا علي ما يعرف بالملاهي الليلية لطلب العمل بوظيفة "ريكلام" التي تعد من أغرب الوظائف على مجتمعنا.
وأكد صاحب أحد الملاهي الليلية- الذي رفض ذكر اسمه- أنه يتردد عليه يوميًا أكثر من 10 فتيات يطلبن العمل ولكن المكان لا يتسع لهذا الكم، مضيفًا أن كل واحدة منهن تعرض عليه قصة أغرب من الأخرى عن سبب طلبها للعمل، ودائما تتلخص فى الفقر والحاجة إلى المال من أجل الأسرة.
اقرأ أيضاً
- النائب محمود الصعيدى ينعي الدكتور كمال الجنزوري رئيس وزراء مصر الأسبق
- وزيرة التضامن :الحكومة المصرية استثمرت في جهود مكافحة الفقر ودفع عجلة التنمية المستدامة خلال السنوات الماضية
- ”بالهاتف”.. خيرى رمضان يشارك في تقديم الفقرة الرياضية في "حديث القاهرة"
- أمام البرلمان.. القباج: نتعاون مع كافة أجهزة الدولة المعنية بسياسات وبرامج الحد من الفقر والتمكين الاقتصادي
- المجاعة تدق أبواب 10 دول ..الأمم المتحدة : 2021 تحمل كارثة إنسانية
- البنك الدولى يتوقع ارتفاع معدلات الفقر في لبنان لتغطي نصف السكان
- فى اليوم العالمي للصحة النفسية.. أبرز التحديات التي تواجه العالم بسبب فيروس كورونا
- ”متولى” يقود ضربة البداية في نهائى دورة طبيب الفقراء بأبوسكين كفرالشيخ
- ”سوق البالة” بالمنيا بيت الفقراء لاقتناء أرقى الملابس بأسعار زهيدة
- محافظ قنا يلتقى أعضاء برنامج التنمية المحلية
- «الجمعية الشرعية» طفرات عالمية على طريق التنمية المستدامة.. مشاريع تنموية تقضي على الفقر في الجنوب.. ورؤية شاملة للوصول إلى مجتمع إنتاجي «تقرير»
- دعوى قضائية تطالب بوقف «تيك توك» : «يروج للعري والإباحية والبلطجة»
وتقول إحدى الفتيات أنها جائت من أجل الدراسة فى الجامعة، ولكن سرعان ما تغير الأمر حيث أنها لم تستطع توفير المال لإستكمال دراستها، مضيفه أنها كانت لا تعرف شيء عن هذا العالم المخيف الذى دخلت إليه في غفلة منها على يد زميلة لها فى السكن.
وأضافت أنها كانت تبكى يومياً من شدة الحزن لعدم قدرة أهلها على إرسال أموال لها لشراء الكتب الخاصة بالكلية، وإذ بزميلة لها تقفت أمامها قائلة: "لما كل هذا الحزن؟ أنا سمعت المكالمة وأعرف أن أهلك لا يملكون المال، فهل أصف لك الطريق الذى يجلب المال دون تعب كما يمكنك أن تساعدى عائلتك أيضا؟".
وسرعان ما كان الرد من الفتاة المكلومة بـ"كيف؟"، لتكمل صديقتها قائلة 'سوف أخذك لمكان أعمل به و"يارب تتقبلي"، واستكملت أنه بدون تردد استعدت للذهاب معها، وإذا بها تقف أمام مركب لم تحلم يوم أن تمر من أمامه، وعندما دخلت صديقتها قالت لها انتظرى حتى أقوم بتغيير ملابسى، وفى هذا التوقيت اعتقدت أنها تعمل في مجال النظافة وسوف ترتدي الزي المخصص لذلك.
ولكن ما شهدته كان صادم جدا عندما خرجت بملابس كاشفة لكل عوراتها وتطلب منها أن تذهب معها حتى تعرفها على المسئول عن فتيات الريكلام (وهو شخص يقوم باختيار الفتيات ويكون المسئول عن حضورهم وانصرافهم داخل الملهى)، ولكن الصدمة كانت دائما تمنعها من التحدث وفى لحظة وجدت رجل يتحدث بطريقة لم تعتاد أن تراها فى حياتها.
"نعم دي هتنور المكان بس محتاجة تلبس"، بهذه الكلمات بدأت رحلة "م. ص" العمل داخل الملهى وبدأت تحصل على أموال كثيرة وجائتها فكرة بالذهاب لإعطاء امها مبلغ بسيط، وأخبرتها أنها تعمل كممرضة في مستشفى، وهذا المكان يجلب أموال كثيرة من المرضى، وانها لجأت إلى ذلك كى تستكمل دراستها، وهو ما فرحت به الأم وجميع أفراد الأسرة.
وبمرور الشهور أصبحت تلك الفتاة هى مصدر الدخل للعائلة الفقيرة التى تحتاج إلى المال، ولا سيما أن الفتاة تكره حياتها ولكنها لم تستطيع أن تبتعد عن هذا الطريق بعد ان أصبحت تجلب أموالا كثيرة منه لم يستطيع أى عمل أخر تعويضها.
وأكدت الفتاة في نهاية حديثها أنها تموت كل ليلة عندما ترى جميع المترددين على الملهى وهم ينظرون إلى جسدها اثناء الرقص خلال الفقرات الغنائية التي يقدمها المكان إرضاءا لرغبة زبائنه.
وما أريد قوله في النهاية، أنه يجب النظر إلى العالم الخلفى لسوق فتيات الريكلام الذى يعد قنبلة موقوتة تنفجر في قيم المجتمع عن قريب، خاصة أن أغلب الفتيات من أماكن القيم بها أغلى ما يملكون.