صحفية مصرية من اصل أرمني تروي تفاصيل ذكري الابادة
حازم الملاحكتبت الصحفية و المدوّنة المصرية من أصل أرمنى نورا كولويان عبر صفحتها على موقع التواصُل الإجتماعى "تويتر" فى الثالثة فجر الأحد ٢٤ إبريل :
"فى مثل هذا التوقيت منذ ١٠٧ عاماً، تحديداً فجر ٢٤ إبريل ١٩١٥ قامت عصابات الدولة العثمانية بقيادة السلطان عبد الحميد بإعتقال طبقة المثقّفين من المفكّرين و الفنانين و الشعراء الأرمن الذين كانوا يعيشون فى تناغُم مع الأتراك آنذاك. لقد شَكَّلت السُمعة الطيّبة و الحرَفية التى كانوا يشتهرون بها الأرمن فى شَتَّىَ المجالات خطراً على الدولة العثمانية فقرروا إبادة هذا الشعب الذَكى بطبعِه و إبادة هويّتها و ملامح ثقافتها و فكرها و فنونها و لغتها. ففى تلك الليلة العصيبة قام هؤلاء المجرمون بإقتحام البيوت التى كان يسكنها عائلات أرمنية و بدأوا فى قتل و ذبح رجالها و إغتصاب النساء أمام أعيُن رجالها، و فتح بطون النساء الحوامل. و هكذا إستمرّت سلسلة مذابح الأتراك ضد الأرمن و رحلة فرار من تمكَّن من ذلك عن طريق صحراء دير الزور. هكذا بدأ تهجير الشعب من باقى أراضيه أيضاً و خرج العثمانيون بالشوارع فجر تلك اليوم ينددون بجملة "الموت للأرمن". تركت تلك المذبحة الأشهَر بالقرن ال ٢٠ من مليون و نصف إلى مليونى شهيد. و ها نحن و بعد ١٠٧ عاماً لا زلنا ننضُج و ننبُض، ننبُض دماً حَيّاً من عروق أجداد أجدادنا الذين ذُبحوا، فقد تمَكَّن البَعض من الفرار من ساطور و مشنقة العثمانيين إلى أنحاء الكون. فقد وُلِدتُ من بطن أم سورية و من أب مصرى، كلاهُما من أصل الشعب المذبوح منذُ أكثر من قَرن. كانوا يظنّون أنهم سيمحوننا من على وجه الأرض، سيدفنوننا، لكنهم لم يعلَمون أننا بذور فى الأرض، ننبُت من جديد و نحيا ثم ننبُت ثم نحيا و نتكاثر على الأرض. الليلة أوقد شمعة لكل شهيد أرمنى سالت دماؤه نتيجة أبشع جريمة إنسانية من أجل الحفاظ على الهويّة الأرمنية. الليلة أوقد شمعة لكل شهيد أرمنى لا زال يدمو إلى اليوم من أجل الحفاظ على أراضيه من سلب و نهب الدول الأعداء من حوله. تلك الدول الظالمة، الطامعة، القاتلة و الدموية. سنظل كل عام فى مثل هذا اليوم نتذكّر و نُطالب."
و كان السلطان عبد الحميد كبير مهندسى المجازر العثمانية ضد الأرمن، حيثُ إرتُكبَ فى عهده المذابح الحميدية و مذبحة أضنة. أما أنور باشا فكان وزير داخلية الخلافة العثمانية وقت مذابح ١٩١٥.
صاحبة هذه التويتة من مواليد القاهرة و تعمل بجريدة الأهرام ويكلى الناطقة باللغة الإنجليزية و الصادرة عن مؤسسة الأهرام الصحفية. فقد فر أجدادُها لوالدتها من بطش العثمانيين من إقليم "طرابزون" إلى حلب بسوريا، أما أهل والدها فقد فرّوا من إقليم "سغرت" و جاءوا إلى محافظة الدقهلية بمصر. إلتقى الوالدان بالقاهرة و تزوّجا عام ١٩٦٩ و إستقرّا بالمحروسة.