عبدالعزيز محسن يكتب..«ثنائية العدل والظلم في الجامعات »
في ثنائية العدل والظلم بالجامعات.. كان التمييز قانونيًّا.. بل كانت كل جلسات الاستماع التي جرت مع العاملين بالجامعات ورؤسائهم، والتى أثّمت جميع مطالبهم ، وإن لم تستظل بعدل..!.
أعرف أن أزمة موظفي الجامعات مع رؤسائها ملموسة واقعة تلطمنا فى وجوهنا بلا هوادة.. تطؤنا أرقامها الثقيلة تحت أقدامها ليل نهار.. تبديد وسوء تخطيط مهلك.. ولكن المخارج منها ليست فى تصورات معلبة ، ولا فى أوهام استثمار إعلامي بهمومنا كما يفعل البعض قربوا أو بعدوا.. ولكن مخارجها فى أن ننأى عن الهوى وادعاء ملكية الحقيقة.. أن نبحث عن الأسئلة الواجبة التى يلزم أن نطرحها الآن وأن تدور عن المعانى التى ضاعت.. عن كل ذى قيمة.. لا عن ما له سعر.
فهناك اتجاهين للعمل الإداري بالجامعات أحدهما يتمثل بالواقعية أو هكذا يدّعى.. وآخر يتلبس بالمثالية
الأول يرى أن جهود العاملين مؤثمة كالَّة كسولة جاهلة ، تريد أن ترفل فى نعيم رؤسائها دون أن تَجِّد أو تعمل كى تستأهل ذاك النعيم..
يرى أن احتسابها مروق، وشكواها بطر، وجأرها بالوجع كفر، وصبرها على القهر هو عين الإيمان.
والثانى يرى أن العاملين- تعلم أو جهل.. ترقى أو انتكس.. أصاب مدارج الحكمة أو بقى فى دركات الدجل والخرافة- فهو أسمى من أن نواجهه بحقائق الأمور مهما كانت صادمة.. هو أولى أن ننافقه حتى وإن لم نوافقه!!