تقارير تحذر من استغلال دور المنظمات الإنسانية الدولية فى تأجيج الصراع بالسودان
أثبت العدوان على غزة أكذوبة أمريكا حول دور منظمات العمل الإنسانى التى ترعاها، ودلل على ذلك وقف الولايات المتحدة التمويل المقدم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" لتشارك فى جريمة قتل شعب أعزل بسلاح الجوع فى قطاع غزة.
دور المنظمات الإنسانية في دول أفريقيا
وتعد دول قارة أفريقيا ملعبا مفتوحا للمنظمات الأمريكية منذ عدّة سنوات، وينشر بدول القارة التي يعاني أغلبها من العوز منظمات حكومية وغير حكومية تعمل في المجال الإنساني والتنموي، وتتلقى هذه المنظمات تمويلها من جهات دولية مختلفة.
وغالبا ما تنشط تلك المنظمات التى تتستر خلف العمل الإنساني في الدول التي تشهد أزمات وصراعات مسلحة، ويعتبر أغلبها بمثابة ثغرة يتم استغلالها أحيانًا من قبل الجهات الممولة والتي غالبًا ما يكون له دور خفي في الصراع القائم.
واعتادت القوى العظمى فى العالم وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، على توظيف مؤسساتها الاقتصادية والإعلامية والإنسانية حتى جنبا إلى جنب مع قوتها العسكرية، لتنفيذ أجندتها في استراتيجية مدروسة ومتكاملة الجوانب لتحقيق أهدافها بعيدة المدى العابرة للحدود.
قلق فى السودان من دور العمل الإنساني
اقرأ أيضاً
- تقرير أمريكي يكشف موعد الاجتياح الإسرائيلي لـ ”رفح الفلسطينية”
- الرئيس الفنزويلي مؤيدا تصريحات نظيره البرازيلي: العدوان على غزة محرقة جديدة
- أمريكا تكشف سبب عرقلتها قرار وقف إطلاق النار في غزة أمام مجلس الأمن
- مندوب مصر بمجلس الأمن: أناشدكم جميعا أوقفوا إطلاق النار في غزة الآن
- مؤتمر ميونيخ يكشف تعنت نتنياهو لإنهاء حرب غزة
- العشائر الفلسطينية تشيد بمذكرة مصر ضد إسرائيل أمام العدل الدولية
- حماس تعلق على البيان الختامي للقمة الإفريقية وتوجه دعوة للدول الأعضاء
- ترامب يتحدث مجددًا عن انهيار الولايات المتحدة
- وزير العدل الفلسطيني: الولايات المتحدة عطلت وقف إطلاق النار في قطاع غزة مرتين
- الصحة العالمية: كل الأعين تتجه صوب الهجوم الإسرائيلي المحتمل في رفح
- الكرملين: روسيا مستعدة لدعم أي إجراءات لوقف إطلاق النار في غزة
- البيت الأبيض: لا نرغب في تهجير الفلسطينيين ومصر تلعب دورا مهما بمعبر رفح
ومؤخرا زاد الحديث عن دور مريب يلعبه المجلس النرويجي للاجئين (NRC) في السودان، أحد المنظمات الإنسانية الدولية الغير حكومية، وينشط هذا المجلس في الكثير من الدول الأفريقية، ودول آسيوية، مثل سوريا، العراق، اليمن، وفلسطين وغيرها، كما يعنى بشكل خاص بشؤون اللاجئين والنازحين في مناطق الحروب.
وحسب البيانات الإعلامية الصادرة عنه، أنه استأنف أنشطته في السودان عام 2020، عقب قيام الثورة السودانية وسقوط نظام حكم الرئيس السابق عمر البشير في أبريل 2019، ولدى المجلس عدة مكاتب في ولاية القضارف والخرطوم وشمال وغرب دارفور وجنوب كردفان والنيل الأبيض، ولديه ما يقارب 345 موظف محلي ودولي ينشطون في السودان بمجالات عدة.
وفقًا للموقع الرسمي للمجلس، فإن نشاطاته الرسمية المعلنة تشمل 6 مجالات: الأمن الغذائي، المأوى، التعليم والتحدث من أجل الحقوق، المعلومات والمشورة والمساعدة القانونية، والحماية من العنف، والمياه والصرف الصحي والنظافة.
ويقول مراقبون لملف السودان الذي يشهد صراعا على الحكم بين الجيش من جهة وما تسمى قوات الدعم السريع من جهة أخرى، فإن المجلس مارس بعض الأنشطة المريبة لتأجيج الخلافات مستغلًا نشاطاته الإنسانية والتنموية المعلنة.
وتعتبر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أحد أكبر الممولين للمجلس النرويجي، بهدف تفعيل برامجه فى المجالات التعليمية والاتصالات المحلية منذ عودة نشاطه عقب سقوط نظام البشير، حتى اندلاع الصراع المسلح في السودان خلال أبريل الماضي، من خلال إجراء دورات تدريبية لمنسقي الاحتجاجات والمحرضين والمتخصصين في وسائل الإعلام، بهدف التحريض وإثارة الفتن والشغب، بذريعة "تنفيذ أنشطة ودورات تعليمية وإنسانية توعية"، مما رفع من مستوى العنف وسبب في النهاية لوصول البلاد إلى صراع مسلح خلف للمواطنين وضع مأساوى مرشح للاستمرار.
استغلال الأوضاع فى السودان
وحسب التقارير السنوية الصادرة عن المجلس، فإنه يحصل على تمويلات ضخمة من عدة منظمات وحكومات غربية، مثل المديرية العامة للمفوضية الأوروبية للشراكات الدولية، ومكتب المساعدة الإنسانية التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية التى حصل منها على أكثر من 3 ملايين دولار أمريكى حسب إعلانه العام الماضى، وكذلك مكتب السكان واللاجئين التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، والوكالة السويسرية للتنمية والتعاون، ووزارة الخارجية الفيدرالية الألمانية، ووزارة الخارجية والتنمية في المملكة المتحدة.
وحسب مراكز دراسات معنية بتدقيق أنشطة المنظمات الإغاثية والإنسانية، فإن المجلس النرويجي خصص جزءا كبيرا من ميزانيته لتنفيذ أنشطة تعليمية ومساعدة واستشارات قانونية للسكان في السودان، ومن خلال تلك الأنشطة قاموا بتدريب بعض من الشباب على تنظيم الاحتجاجات وكيفية إثارة الرأي العام عبر مواقع التواصل، خلف ستار ممارسة الديمقراطية
ووفقًا، للإحصائيات الرسمية للمجلس فإن، أكثر من 47 ألف شاركوا في البرامج التعليمية والاستشارية والمعلومات والمساعدة القانونية لعام 2023 وأكثر من 44 ألف شخص في مناطق مختلفة من السودان، ويتم تخصيص مبلغ يتراوح من مليون ونصف لـ3 ملايين دولار سنويًا للبرامج التعليمية والمساعدة الاستشارية والقانونية حسب المجلس.