من «وعد بلفور المشؤوم» إلى «طوفان الأقصى».. الأزهر حصن الأمة الإسلامية ودرعها الواقي
ياسر خفاجيلعب الأزهر الشريف دورا بارزا على مدار عقود ممتدة في دعم القضية الفلسطينية ودفاع عنها بالغالي والنفيس في جميع المحافل الدولية، منذ بداية الأزمة عام 1917م عندما صدر وعد بلفور المشؤوم الذى أيدت بريطانيا من خلاله إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وحمل شيوخ الأزهر على عاتقتهم كشف جرائم الاحتلال الصهيوني ضد المقدسات الإسلامية والشعب الفلسطيني أمام العالم، بداية من تحذير شيخ الأزهر الشريف آنذاك الشيخ محمد مصطفى المراغي بريطانيا من تأييدها لليهود وما تقوم به في الأراضي الفلسطينية.
وانتقد الأزهر الشريف تشجيع بريطانيا لليهود في جميع أنحاء العالم للهجرة إلى وطنهم "المزعوم" في "إسرائيل"، وهو ما أدى إلى قيام ثورة فلسطين سنة 1936م، وخرجت المظاهرات من قلب الأزهر الشريف دعماً للقضية الفلسطينية، وطلب شيخ الأزهر الشريف الشيخ محمد مصطفى المراغي من محمد محمود باشا رئيس الحكومة المصرية آنذاك التدخل باسم مصر والمساهمة في حل القضية الفلسطينية، ودعا في جلسات المؤتمر البرلماني العربي الإسلامي الذى أنعقد في أكتوبر 1938م إلى نصرة القضية الفلسطينية.
مظاهرات وجمع تبرعات
وبرز دور الأزهر الشريف في 9 مارس 1939م، عندما احتج على وضع قوة من البوليس البريطاني في المسجد الأقصى، وطالب بضرورة إخراج تلك القوة رعاية لمشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم، وبعد قيام دولة إسرائيل المزعومة في 15 مايو 1948م دعا إلى الجهاد الذى أصبح واجباً على كل مسلم لتحرير القدس وجميع الأراضي الفلسطينية، ونظم المظاهرات المؤيدة للقضية الفلسطينية، وقام الأزهر الشريف بجمع التبرعات لمساندة الفلسطينيين، واستقطع علماء الأزهر أجزاء من رواتبهم لصالح القضية الفلسطينية وقاموا بجمع 27000 جنية في ذلك الوقت وشدد على أن الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية وصمة عار على جبين المجتمع الدولي الغافل.
دعوة الأزهر للجهاد
واستكمل الأزهر مسيرته في الدفاع عن القضية الفلسطينية، لإرجاع الحق المسلوب إلى أهله، حيث أصدر الإمام محمد مأمون الشناوي شيخ الأزهر الشريف العديد من الفتاوى الدينية سنة 1948م التي تدعوا إلى الجهاد لإنقاذ فلسطين والمقدسات الإسلامية، وفى 14 ديسمبر 1948م خرجت أكبر مظاهرة من نوعها في الشرق الأوسط شارك بها علماء الأزهر الشريف وكبار القساوسة والعديد من وفود الدول العربية المختلفة لنصرة القضية الفلسطينية.
اقرأ أيضاً
- الجيش الإ حتلال يكشف مفاجأة جديدة عن عملية طوفان الأقصى
- كتائب القسام توجه رسالة إلى أهالي الأسرى الإسرائيليين
- أمريكا تكشف سبب عرقلتها قرار وقف إطلاق النار في غزة أمام مجلس الأمن
- حزب الله يعلن شن عدد من الهجمات على المواقع الإسرائيلية
- أول تعليق من خطيب الأقصى بشأن تقييد دخول الفلسطينيين للمسجد خلال رمضان
- حماس تعلق على البيان الختامي للقمة الإفريقية وتوجه دعوة للدول الأعضاء
- وسائل إعلام أمريكية تزعم: إدارة بايدن تناقش إيقاف شحنات الأسلحة لإسرائيل
- نتنياهو يتهم الجهاز الأمني الإسرائيلي ويرفض تحمل فشل عملية الرد على طوفان الأقصى
- جيش الاحتلال يعلن إصابة 5 جنود بسبب سقوط قذائف قرب غزة
- متحدث جيش الاحتلال يزعم: وصلنا إلى غزة بوتيرة أسرع مما توقعت حماس
- صحة غزة: الدبابات الإسرائيلية موجودة على أبواب مستشفى الشفاء ونحن الآن في دائرة الموت
- متحدث جيش الاحتلال: لم ولن يتم إدخال الوقود إلى قطاع غزة
كما طالب شيخ الأزهر الشيخ محمود شلتوت، في سنة 1958م بضرورة مقاومة إسرائيل والقضاء عليها وإعادة اللاجئين إلى ديارهم، ودعا إلى عقد مؤتمر في 1959م لبحث شؤون فلسطين، كما دعا الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، قادة العالم لمساندة الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة، وضرورة وقف الاستيطان وما يقوم به الكيان الصهيوني من جرائم إنسانية في حق الشعب الفلسطيني ومقدساته.
دحض مزاعم الصهاينة
وأطلق المركز الإعلامي للأزهر الشريف حملة "القدس بين الحقوق العربية والمزاعم الصهيونية" باللغتين العربية والإنجليزية تضامنًا مع القضية الفلسطينية، يفند من خلالها المزاعم المغلوطة والأباطيل التي يروجها الكيان الصهيوني ويستهدف بها التأثير على القاعدة المعرفية لدى الشباب والنشء، في ظل التأثيرات السلبية لحملات التغريب والغزو الثقافي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولفت إلى أن مدينة القدس تم تأسيسها على يد اليبوسيين العرب، قبل وجود بني إسرائيل العابر والطارئ بها بما يقارب 30 قرنًا من الزمان.
نصرة القدس
واستكمالا لجهود الأزهر في مؤازرة الشعب الفلسطيني، في استعادة أرضه المعتدى عليها واسترداد حقه المغتصب، نظم الأزهر الشريف مؤتمرًا تحت عنوان: مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس في عام 2018، وهو المؤتمر الثاني عشر لنصرة القضية الفلسطينية الذي يقيمه الأزهر للتأكيد على حقيقة أن القدس هي العاصمة الأبديَّة لدولة فلسطين، وعروبة القدس أمر لا يقبل العبث أو التَّغيير، وهي ثابتةٌ تاريخيًّا منذ آلاف السَّنين.
ولم يترك الأزهر الشريف في هذه القضية دربًا إلا سلكه، سعيًا منه لدعم ومناصرة الشعب الفلسطيني في تحرير أراضيه المحتلة، وتضافرت جميع جهود هيئاته في العمل على مواجهة سُبل التهويد التي ينتهجها الاحتلال الصهيوني من خلال تزوير الروايات التاريخية لصالحه لتغييب العقول وغسل الأدمغة، كما طالب شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب، مجلس الأمن والمجتمعَ الدولي، بالإسراع، إلى إقرار دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، وحماية المسجد الأقصى الشريف من هذه الانتهاكات التي يتعرض لها يوما بعد يوم وشدد على أن فلسطين هي قضية المسلمين الأولى.
كما ندد الدكتور أحمد الطيب، بانتهاك حقوق الأسرى في السجون، وعمليات التهجير والتطهير العرقي ضد الفلسطينيين، والتوسع في بناء المستوطنات بالقدس، وأكد تضامنه الكامل مع الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع ضد استبداد الكيان الصهيوني ومخططاته الاستيطانية.
طوفان الأقصى
وحيّا الإمام الأكبر جهود مقاومة الشعب الفلسطيني في الدفاع عن وطنهم وأمتهم أمام طغيان وإرهاب الصهاينة مطالبا العالم الذي وصفه بـ "المتحضر" والمجتمع الدولي بالنظر بعين العقل والحكمة في أطول احتلال عرفه التاريخ الحديث، احتلال الصهاينة لفلسطين، لافتا إلى أنَّ هذا الاحتلال وصمة عار في جبين الإنسانية والمجتمع الدولي الذي يكيل بمكيالين ولا يعرف سوى ازدواجية المعايير حينما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية، مؤكدًا أن كل احتلال إلى زوال إنْ آجلاً أم عاجلاً، طال الأمد أو قصر.