الأحد 27 أبريل 2025 08:16 مـ 28 شوال 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

    مدارس و جامعات

    تصنيفات الجامعات العالمية : أزمة إصلاح أم إصلاح أزمة؟

    أرشيفية
    أرشيفية

    أنتهت قبل أيام فعاليات قمة التعليم العالي QS Higher Ed Summit – Middle East 2025، التي استضافتها جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا(GUST) ، بدولة الكويت ، خلال الفترة من 20 إلى 22 أبريل الجاري ، بمشاركة وزير التعليم العالي و عدد من رؤساء الجامعات، و خبراء التعليم العالي .

    وناقشت القمة عددًا من الموضوعات الحيوية المرتبطة بمستقبل التعليم في منطقة الشرق الأوسط، ومستقبل المهارات البشرية في ظل التحولات الرقمية المتسارعة، ودور الجامعات المحوري في إعداد أجيال قادرة على قيادة التغيير والمساهمة الفاعلة في بناء مستقبل مستدام

    وشملت القمة نقاشات حوارية تفاعلية جمعت رؤساء الجامعات، وصنّاع القرار، والخبراء التربويين، لتبادل وجهات النظر حول أحدث الاتجاهات في تصنيفات الجامعات العالمية، وسبل تحسين مخرجات التعليم والبحث، واستشراف مستقبل التعليم العالي في الشرق الأوسط في ظل التحولات الرقمية والمعرفية.

    وتُعدّ التصنيفات العالمية للجامعات وسيلة مهمة لتقييم جودة التعليم والبحث العلمي والمستوى الأكاديمي الذي تقدمه تلك الجامعات، إذ تعتمد المؤسسات الأكاديمية المرموقة على استراتيجيات مدروسة لتعزيز حضورها البحثي والتعليمي، ، في ظل التنافسية المتزايدة، بات تصنيف الجامعات مؤشرًا جوهريًّا لجودة التعليم العالي والبحث العلمي، مما يؤثر مباشرةً على سمعتها الأكاديمية وجاذبيتها للطلاب والباحثين الدوليين.

    اقرأ أيضاً

    ورغم امتلاك العديد من الجامعات المصرية، مقومات أكاديمية و إدارية قوية، إلا أنها تواجه تحديات تعيق ارتقاءها إلى مراتب متقدمة عالميًّا.

    لذا، فإن تحسين تصنيفها يستدعي فهماً دقيقًا لمعايير التقييم الدولية وتطبيق استراتيجيات فعالة أثبتت نجاحها في تجارب الجامعات الرائدة.

    تصنيف الجامعات عملية معقدة تعتمد على معايير دقيقة لقياس الأداء الأكاديمي والبحثي.

    تأتي في مقدمة هذه التصنيفات:

    تصنيف شنغهاي الأكاديمي للجامعات” (ARWU)، والذي يُعدّ الأكثر استنادًا إلى الأداء البحثي. يعتمد هذا التصنيف على عدة معايير، أبرزها: عدد الحائزين على جوائز نوبل ممن تخرّجوا أو عملوا في الجامعة (30٪)، وعدد الأبحاث المنشورة في مجلتي NatureوScience، بـ20 بالمائة إضافة إلى عدد الاستشهادات العلمية والباحثين الأكثر تأثيرًا (40٪)، فضلًا عن الأداء الأكاديمي مقارنة بعدد أعضاء هيئة التدريس والطلاب 10٪. ويقتصر هذا التصنيف على أول 500 جامعة عالميًّا، ما يجعله معيارًا صارمًا تهيمن عليه المؤسسات البحثية الكبرى.

    أما تصنيف التايمز للتعليم العالي (THE)، فهو يُعدّ من أكثر التصنيفات شمولية، إذ يقيِّم الجامعات بناءً على خمسة معايير رئيسية، وهي: جودة التدريس (30٪)، البحث العلمي (30٪)، الاستشهادات بالأبحاث المنشورة (30٪)، العلاقات الدولية من ناحية نسبة الطلبة وأعضاء هيئة التدريس الأجانب (7.5٪)، والدَّخل الجامعي من القطاع الصناعي (2.5٪).

    يتميز هذا التصنيف بتقديم صورة أكثر توازنًا عن الجامعة من خلال دمج البحث والتدريس والبعد الدولي، ما يجعله خيارًا مفضلًا لمؤسسات التعليم العالي التي تسعى إلى تحسين سمعتها الأكاديمية عالميًّا.

    من ناحية أخرى، يركز تصنيف “كيو إس” العالمي للجامعات (QS) على السمعة الأكاديمية للمؤسسة ومدى جاهزية خريجيها لسوق العمل. يجري احتساب الترتيب وفقًا لعدة مؤشرات، أهمها: السمعة الأكاديمية بنسبة (40٪)، نسبة أعضاء هيئة التدريس إلى الطلاب (20٪)، الاستشهادات البحثية (20٪)، تقييم جهات التوظيف لجودة الخريجين (10٪)، ونسبة الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الدوليين (10٪).

    في المقابل، تصنيف ويبوميتركس (Webometrics) : يعتمد على قوة الحضور الرقمي للجامعة، ويقيس جودة مواقع الجامعات، ومدى الوصول إلى الأبحاث، والتفاعل الأكاديمي عبر الإنترنت.

    ورغم اختلاف هذه التصنيفات في منهجياتها، إلا أنها تشترك في بعض المعايير الأساسية، مثل البحث العلمي، والتأثير الأكاديمي، وجودة التدريس، والسمعة الدولية.

    وبالنظر إلى هذه المعايير الدقيقة التي تعتمدها التصنيفات الدولية، تواجه الجامعات تحديات متعددة تعيق تحقيق مراكز متقدمة.

    تحدياتٌ تواجه الجامعات

    تواجه الجامعات العديد من التحديات والتي تحدّ من قدرتها على تحقيق مراكز متقدمة في التصنيفات العالمية، رغم امتلاكها طاقات أكاديمية وادارية وكفاءات بحثية واعدة.

    ومن أبرز هذه التحديات ضعف الإنتاج العلمي، إذ لا تزال الأبحاث المنشورة في المجلات العلمية المرموقة مثل NatureوScience محدودة، مما يقلل من التأثير العلمي للأبحاث على المستوى الدولي. كما أن معدل الاستشهادات بها لا يزال منخفضًا، وهو عامل أساسي في التصنيفات الأكاديمية.

    إضافةً إلى ذلك، تعاني الجامعات من محدودية في التعاون الدولي، إذ تظل الشراكات البحثية مع الجامعات العالمية المصنَّفة متوسطة ، مما يقلل من فرص تبادل المعرفة والانخراط في المشاريع البحثية الكبرى.

    من جهة أخرى، يمثل نقص التمويل تحديًّا رئيسيًّا، إذ إن الاستثمارات الموجَّهة للبحث العلمي والابتكار لا تزال غير كافية لدعم المشاريع البحثية الكبرى، وهو ما ينعكس سلبًا على التطور التكنولوجي والاقتصادي .

    كما تعاني الجامعات من ضعف الحضور الرقمي، إذ تفتقر العديد من المؤسسات إلى استراتيجيات فعالة لتحسين مواقعها الإلكترونية وجعلها مصدراً موثوقًا للمحتوى العلمي والأكاديمي، مما يؤثر على ترتيبها في التصنيفات الرقمية مثل Webometrics.

    لمواجهة هذه التحديات وتحقيق تقدم ملموس في التصنيفات العالمية، ينبغي تبنّي استراتيجيات مدروسة تهدف إلى تحسين الأداء الأكاديمي والبحثي للجامعات .

    استراتيجيات فعَّالة

    ولمواجهة هذه التحديات، لا بد من تبني استراتيجيات فعالة تهدف إلى تحسين ترتيب الجامعات عالميًّا، بدءًا من تعزيز البحث العلمي والنشر الدولي، عبر تحفيز الباحثين وأعضاء هيئة التدريس على نشر أبحاثهم في قواعد بيانات مرموقة مثل Scopus وWeb of Science.

    كما يجب دعم المشاريع البحثية التي تتماشى مع احتياجات الاقتصاد ، وتوفير دورات تدريبية أكثر كثافة للباحثين حول أساليب النشر في المجلات العلمية العالمية.

    إلى جانب ذلك، فإنَّ تطوير المناهج وطرق التدريس يعدّ خطوة ضرورية لمواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية، من خلال تحديث المناهج الدراسية، وإدراج مقررات تركز على المهارات العملية والابتكار، إضافةً إلى تبني استراتيجيات تدريس حديثة مثل التعليم التفاعلي والتعليم المدمج والدورات المفتوحة عبر الإنترنت (MOOCs)، مما يعزز جودة التعليم العالي .

    أما على مستوى العلاقات الأكاديمية الدولية، فمن الضروري إبرام شراكات مع جامعات مصنفة عالميًّا لتعزيز برامج التبادل الأكاديمي وتشجيع الأبحاث المشتركة بين الباحثين المصريين ونظرائهم في الخارج.

    ويمكن في هذا السياق استلهامُ تجربة جامعة طوكيو التي نجحت في تعزيز مكانتها في التصنيفات العالمية بفضل استراتيجياتها القائمة على الشراكات الأكاديمية الدولية الواسعة، إذ تتعاون مع مؤسسات بحثية مرموقة حول العالم، مما يعزز إنتاجها العلمي وتأثيرها الأكاديمي.

    إلى جانب ذلك، ينبغي العمل على زيادة استقطاب الأساتذة والطلاب الدوليين، مما يساهم في تعزيز التنوع الأكاديمي ويثري بيئة البحث والتعليم، وهو عنصرٌ أساسي في تحسين تصنيف الجامعات على المستوى العالمي.

    وفي ظل التحوُّل الرقمي الذي يشهده العالم، ينبغي للجامعات المصرية تحسينُ حضورها عبر تحديث مواقعها الإلكترونية ، إذ يمكن أن يؤثر ذلك على ترتيب الجامعات بنسبة تتراوح بين 10% إلى 20%، وقد تصل إلى 100% في تصنيف Webometrics، مما يجعلها عنصرًا جوهريًّا في تحسين التصنيف.

    إضافةً إلى تفعيل دور الجامعات بـ"مجتمع ٥.٠"، الذي يضع الإنسان في قلب التحول التكنولوجي، ويرتكز على بيئات تعليمية تُعزز التفكير النقدي، والإبداع، والمسؤولية المجتمعية، فضلًا عن مواءمة مخرجات التعليم مع متطلبات سوق العمل المستقبلي، وطرق تمويل البحث العلمي وكيفية إدارته، والجودة والاعتماد الأكاديمي وفق المعايير العالمية، وعرض أحدث الاتجاهات والابتكارات وتقديم نماذج ناجحة عن التحول الرقمي، والاستدامة في التعليم، والابتكار في طرق التدريس، والعمل على تحسين محركات البحث (SEO) وزيادة الروابط الخارجية المؤدية إلى المواقع الجامعية.

    وعلى صعيد الابتكار وريادة الأعمال، يعدّ إنشاء مراكز بحثية متخصصة وحاضنات أعمال خطوة ضرورية لدعم المشاريع الريادية، وتعزيز الشراكات مع القطاع الصناعي لتحويل الأبحاث الأكاديمية إلى حلول تطبيقية، فضلاً عن تشجيع تسجيل براءات الاختراع وتطوير التكنولوجيا المحلية، مما يساهم في تحقيق قفزة نوعية في التصنيفات الأكاديمية.

    تجارب ناجحة

    تحسين ترتيب الجامعات عالميًّا يتطلب استراتيجيات فعّالة تشمل البحث العلمي، والشراكات الأكاديمية، وتعزيز الوجود الرقمي. تمكّنت جامعة سنغافورة الوطنية (NUS، التي تحتل المرتبة 11عالميًّا في تصنيف QS لعام 2024، من تحقيق تقدُّم ملحوظ عبر زيادة النشر في مجلات مرموقة مثل NatureوScience، إلى جانب شراكاتها مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) في الولايات المتحدة الأمريكية، المصنَّف رقم 1 عالميًّا.

    تواجه الجامعات تحديات متعددة تحدّ من قدرتها على تحقيق مراكز متقدمة في التصنيفات العالمية، رغم امتلاكها طاقات أكاديمية وكفاءات بحثية واعدة.

    ومن أبرز هذه التحديات ضعف الإنتاج العلمي، إذ لا تزال الأبحاث المنشورة في المجلات العلمية المرموقة مثل NatureوScience محدودة، مما يقلل من التأثير العلمي للأبحاث على المستوى الدولي. كما أن معدل الاستشهادات بها لا يزال منخفضًا، وهو عامل أساسي في التصنيفات الأكاديمية.

    بدورها، عززت جامعة تسينغهوا الصينية المرتبة 17 عالميًّا في (QS 2024) مكانتها من خلال دعم الابتكار وريادة الأعمال، مما ساهم في تأسيس شركات تقنية كبرى مثل ByteDance المالكة لتطبيق (TikTok)، أما جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (KAUST) في السعودية، فقد استفادت من استثمارات ضخمة في البحث العلمي والمختبرات الحديثة، ما ساهم في تحسين تصنيفها إلى الفئة 201-300 في تصنيف شنغهاي 2024.

    في مصر، تمكّنت الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا (E-JUST) من تحقيق تقدُّم ملحوظ عبر زيادة النشر العلمي في Scopus، وتطوير شراكات دولية، وتحسين موقعها الإلكتروني ، ما جعلها تحتل المرتبة الاولي علي المستوى المحلي في تصنيف THE لعامين متتاليين ، وكانت ضمن الفئة (501-600) عالميًا، محققة تقدمًا في ترتيبها داخل التصنيف مقارنة بوضعها بالمرتبة (601-800) في عام 2024.

    هذه التجارب تثبت أن التركيز على البحث، والتعاون الدولي، والتحول الرقمي ، يمكن أن يساهم في رفع تصنيف الجامعات المصرية وتعزيز مكانتها عالميًّا.

    إلى الصدارة العالمية

    إن تحسين ترتيب الجامعات عالميًّا ليس مجرد هدف نظري، بل هو عملية تتطلب استراتيجيات واضحة وجهودًا متواصلة؛ فالجامعات الرائدة لم تصل إلى مراتبها المتقدِّمة إلا من خلال الاستثمار في المعرفة، والابتكار، والتكنولوجيا الحديثة، وهو ما يستوجب على الجامعات تبنّي استراتيجيات فعالة تستند إلى دعم البحث العلمي، وتعزيز التعاون الأكاديمي الدولي، وتطوير البيئة التعليمية.

    لذا، فإن تحفيز النشر العلمي في مجلات مرموقة، إلى جانب إقامة شراكات مع جامعات عالمية، يساهم في رفع جودة البحث العلمي وزيادة تأثيره على المستوى الدولي.

    تعاني بعض الجامعات من محدودية التعاون الدولي، إذ تظل الشراكات البحثية مع الجامعات العالمية المصنَّفة ضعيفة، مما يقلل من فرص تبادل المعرفة والانخراط في المشاريع البحثية الكبرى.

    إضافةً إلى ذلك، يُعدّ تعزيز الحضور الرقمي من خلال تحسين المواقع الجامعية، ونشر الأبحاث على منصات مفتوحة، وتفعيل تقنيات تحسين محركات البحث (SEO) عنصرًا أساسيًّا في رفع ترتيب الجامعات في تصنيفات مثلWebometrics كما أن ربط البحث العلمي بالاقتصاد الوطني عبر دعم الابتكار وريادة الأعمال، وإنشاء الحاضنات التكنولوجية، سيمكِّن الجامعات من أداء دور محوري في التنمية المستدامة.

    ورغم التحديات، فإنَّ الوصول إلى التميز الأكاديمي ليس مستحيلًا، بل يتطلب رؤية واضحة، واستثمارًا مستدامًا، وتعاونًا وثيقًا بين الجامعات، والقطاع الخاص.

    فقط من خلال هذه الجهود المتكاملة، يمكن للجامعات المصرية أن تنافس على الساحة الأكاديمية العالمية وتصبح جزءًا من منظومة التعليم العالي الرائدة عالميًّا.

    تصنيفات الجامعات العالمية أزمة إصلاح أم إصلاح أزمة

    استطلاع الرأي

    أسعار العملات

    العملة شراء بيع
    دولار أمريكى 49.3414 49.4414
    يورو 53.7723 53.8961
    جنيه إسترلينى 62.9153 63.0675
    فرنك سويسرى 56.0507 56.1898
    100 ين يابانى 33.3726 33.4470
    ريال سعودى 13.1553 13.1826
    دينار كويتى 160.5278 160.9055
    درهم اماراتى 13.4325 13.4633
    اليوان الصينى 6.8549 6.8693

    أسعار الذهب

    متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
    الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
    عيار 24 بيع 3,629 شراء 3,686
    عيار 22 بيع 3,326 شراء 3,379
    عيار 21 بيع 3,175 شراء 3,225
    عيار 18 بيع 2,721 شراء 2,764
    الاونصة بيع 112,849 شراء 114,626
    الجنيه الذهب بيع 25,400 شراء 25,800
    الكيلو بيع 3,628,571 شراء 3,685,714
    سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى
    مصر 24 أول خبر المطور بوابة المواطن المصري حوادث اليوم التعمير مصري بوست

    مواقيت الصلاة

    الأحد 08:16 مـ
    28 شوال 1446 هـ 27 أبريل 2025 م
    مصر
    الفجر 03:42
    الشروق 05:16
    الظهر 11:53
    العصر 15:29
    المغرب 18:30
    العشاء 19:53