قصر المجوهرات بالإسكندرية: نافذة على فخامة العصر الملكي
قصر المجوهرات
إيهابحبلص
في قلب الإسكندرية الساحرة،وتحديداً فى حي زيزينيا الراقي وعلى مقربة من شاطئها الأزرق المتلألئ، يقف شامخًا متربعاً قصر المجوهرات صامتاً ، ولكنه ينطق بفخامة عصور مضت ، الذي كان يومًا ما شاهدًا على أبهة ورقي أسرة محمد علي باشا ، تحول اليوم إلى متحف يأسرك بجمال مقتنياته ويحكي فصولًا من تاريخ مصر الحديث.
بني القصر في عام 1919 بأمر من الأميرة فاطمة الزهراء ابنة الخديوي إسماعيل، ليضم مجموعتها الثمينة من المجوهرات والتحف النادرة, اختارت الأميرة مدينة الاسكندرية التي لطالما كانت رمزًا للجمال والتنوع، لتكون حاضنة لكنوزها, تصميم القصر نفسه يعكس ذوقًا رفيعًا يمزج بين الأساليب الأوروبية الكلاسيكية ولمسات من الفن الإسلامي، فتتجلى الأناقة في كل زاوية، من النقوش الدقيقة على الجدران إلى الثريات الكريستالية المتلألئة , مما يعكس الذوق الرفيع للعائلة المالكة. يتكون القصر من جناحين شرقي وغربي متصلين بممر بهيج، وتزين جدرانه اللوحات الفنية والأسقف المذهبة والفسيفساء الرائعة ,
بمجرد أن تطأ قدمك أرض القصر، ينتقلك عبق التاريخ إلى عالم آخر. تتوزع المقتنيات الثمينة في قاعاته المختلفة، وكل قطعة تحكي قصة فريدة. هنا، يمكنك أن تتأمل التيجان المرصعة بالألماس والزمرد والياقوت، والتي زينت رؤوس أميرات وملكات الأسرة العلوية في المناسبات الرسمية. وهناك، تشاهد الأوسمة والنياشين التي تحمل رموز السلطة والنفوذ،
يحتوي المتحف على مجموعة مذهلة تتجاوز 11 ألف قطعة من المجوهرات والتحف الثمينة التي كانت ملكًا لأفراد العائلة المالكة. تتنوع المعروضات بين القلائد المرصعة بالألماس والياقوت والزمرد، والأوشحة الذهبية، والساعات النادرة، والأوسمة والنياشين الرفيعة ومن ابرز القطع المعروضة طقم الشطرنج الذهبي الخاص بمحمد علي باشا والذي يجسد براعةالصانع ودقة التفاصيل وفناجين القهوة المطلية بالذهب والفضة والمرصعة بالمجوهرات والتى تعكس مظاهر البذج في الحياة الملكية ومجموعة من الساعات الذهبية المزينة بالاف قطع الألماس والتى تشير إلى التقدم التقني والفني فى تلك الحقبة صينية "أوجيني" الذهبية المرصعة بالألماس والياقوت والزمرد، والتي أهداها الخديوي إسماعيل للإمبراطورة أوجيني بمناسبة افتتاح قناة السويس ,
بالإضافة إلى المجوهرات، يضم المتحف تحفًا فنية أخرى مثل علب الزينة المرصعة، وأدوات المائدة الذهبية، وحتى أدوات الحدائق المطلية بالذهب والمزينة بالأحجار الكريمة، مما يقدم صورة شاملة عن أسلوب حياة العائلة المالكة واهتماماتها
شهد المتحف عمليات ترميم وتطوير عديدة بهدف الحفاظ على هذه الكنوز وعرضها بشكل يليق بقيمتها التاريخية والفنية. وقد أعيد افتتاحه في عام 2010 بعد عملية ترميم شاملة استغرقت سنوات، ليواصل استقبال الزوار وتقديم تجربة ثقافية ثرية
اليوم، يفتح قصر المجوهرات أبوابه للزوار من جميع أنحاء العالم، ليشاركهم كنوزه ويحكي لهم قصص الماضي العريق. إنه معلم يستحق الزيارة لكل من يهتم بالتاريخ والفن والجمال، ولكل من يرغب في استكشاف جانب آخر من جوانب الإسكندرية الساحرة. فبين جدرانه الصامتة، لا يزال بريق الماضي الفاخر لسلالة محمد علي يضيء ويتلألأ، شاهدًا على عصر ذهبي لن يمحوه الزمن .
زيارة متحف المجوهرات الملكية في الإسكندرية هي رحلة عبر الزمن إلى عالم من الأبهة والفخامة. فبين أروقة القصر الأنيق وبريق المجوهرات الخلابة، يشعر الزائر وكأنه ينتقل إلى حقبة تاريخية مميزة، تاركًا وراءه انطباعًا لا يمحى عن عظمة الماضي وجمالياته