عانوا من الإقصاء والتكفير واهتموا بمساجد آل البيت.. معلومات لا تعرفها عن طائفة ”البُهِرة”
هناء شلتوتالبُهِرة هي الوسط من كل شيء، أو الوسط من الطريق، وهو في الأصل اسم لقبيلة من اليمن، تركوا السياسة وعملوا بتجارة البهارات ووصلوا إلي الهند وانتشر فكرهم الشيعي فيها وكذلك في بنجلاديش وباكستان واختلط بهم الهندوس الذين أسلموا وعرفوا بالبهرة، حيث استقروا بها واندمجوا في المجتمع الهندي الذي يتسم بالتسامح وتعدد الأديان، ومع انفتاح دول الخليج هاجر إليها البهرة للعمل شأنهم شأن بقية الأسيويين وتوجد أعداد كبيرة منهم في الإمارات العربية المتحدة وخاصة في دبي إذ يعتبرونها مركزاً لهم.
والبهرة أيضا لفظ هندي قديم بمعني التاجر في اللغة الكجراتية الهندية، وهم طائفة شيعية إسماعيلية مستعلية، يعترفون بالإمام «المستعلي»، ومن بعده «الآمر»، ثم ابنه «الطيب»، ولذا يسمون بـ «الطيبية»، وهناك زعم آخر حول تعريف البهرة، وهو أنهم من الفاطميين الشيعة الذين كانوا في مصر إبان العصر الفاطمي عندما انتهى العصر الفاطمي هاجر الكثيرون من مصر وانتقلوا من بلد إلى أخر حتى انتهى بهم المقام إلى جنوب الهند.
وقد عاني البهرة لفترة من الزمن من الإقصاء والتكفير، وعلى الصعيد الفقهي ما زال الكثير من الفقهاء المسلمين يرفضون الاعتراف بهم كإحدى الطوائف الإسلامية التي يجوز التعامل معها والزواج منها، وفي عام 2015 أقدم عناصر من تنظيم داعش على محاولة تفجير الضريح الحاتمي في قرية الحطيب وهى تمثل تجمع كبير للبهرة فى اليمن، الأمر الذي مثل تهديداً واضحاً على أرواح الآلاف ممن يزورون ذلك الضريح المقدس من أبناء الطائفة.
ويعد البهرة من الطوائف المسالمة والمتسامحة لا يتدخلون في الأمور السياسية كما أن هذه الطائفة تقوم بإنشاء مشاريع خدميه مثل رصف الطرق في حراز وإنشاء مشاريع المياه وبناء المدارس والمستشفيات وإنشاء مدارس لحفظ القران الكريم.
اقرأ أيضاً
- ”البابا والمفتي”.. زيارتان تاريخيتان تعيدان أهمية قوة مصر الدينية الناعمة في الشرق والغرب
- البراءة فوق كرسي متحرك .. حكاية ”نور” ملكة جمال ذوي القدرات الخاصة
- درة العقد السيناوي .. من هنا مر ”عيسى” و ”محمد” و كلم الله ”موسى” تكليما
- هنـاء شلتـوت تكتب: موجة حارة
- في عيد العمال.. ”العلوم الصحية” تطالب ”السيسي” بإصدار قانون مزاولة المهنة.. وتطوير المنظومة الطبية
- معهد التخطيط يعقد الحلقة الـ6 من سمينار شباب الباحثين ”تطوير الري الحقلي: الآثار والمعوقات”
- النائب ثروت فتح الباب : عمال مصر هم من ساعدوا في عملية البناء والتطوير والتنمية
- هل الاستقلال الذاتي البعيد ظاهرة سلبية؟.. استشاري تطوير مجتمعي توضح.. فيديو
- في بيتنا ”مونيكا”.. حكاية منزل سكندري تحول إلى قِبلة لمشاهير العالم
- ”تعايش أهل الحتة” و ”عمارة 5” .. أيادي ومبادرات واجهت تصدع السلم المجتمعي
- هناء شلتـوت تكتب: جزء من النص مفقود
- هناء شلتوت تكتب: ”الشنطة فيها كتاب دين”
وينقسم البهرة إلى 3 فرق، وهى البهرة الداوودية: نسبة إلى قطب شاه داود: وينتشرون في الهند، وباكستان، منذ القرن العاشر الهجري، وداعيتهم يقيم في "بومباي".
البهرة السليمانية: نسبة إلى سليمان بن حسن، وهؤلاء مركزهم في اليمن حتى اليوم، وأخيرا البهرة العلوية.
وقد تزايد ظهور البهرة على الساحة في مصر بعد توليهم المشاركة في شئون تطوير وإصلاح مساجد آل البيت، وضمان حريتهم في ممارسة شعائرهم الدينية بالمساجد الفاطمية التي يعتبرونها مساجد أجدادهم.
بدأ البُهرة يتوافدون على مصر منذ سبعينيات القرن الماضي، وتزايدت أعدادهم في الثمانينات، ويتجمع المقيمون منهم في مصر إقامة دائمة في حي المهندسين، حيث يملك أغلبهم مساكن خاصة.
وتمتلك الطائفة مقر احتفالات خاصًا في حى المهندسين، ولها خدمات طبية خاصة عبارة عن مشفيان أحدهما في القاهرة الفاطمية والآخر بالمربع السكني الذي يعيشون به في المهندسين، كما تمتلك أيضًا 3 مدارس ابتدائية وإعدادية وثانوية، ويفضلون إلحاق أبنائهم بجامعة الأزهر.
وتحل خلافات البُهرة على أيدي وكلاء الداعي في القاهرة، وإن تصاعد الخلاف يحال إلى الداعي المطلق في مومباي الهندية، أما النزاعات الشرعية للطائفة فتحال إلى المحاكم الهندية التي تطبق الشريعة الإسلامية.
تتراوح تقديرات أعداد البُهرة في العالم بين 900 ألف و2 مليون نسمة، أما أعدادهم في مصر فتتراوح بين ألف و15 ألف نسمة، ويتحدثون العربية والإنجليزية، وتكتب مؤلفاتهم بالأحرف العربية لكن بلا نقاط، كالخط النبطي الذي كتب به القرآن عند نزوله.
ويستخدم الطيبيون تقويمًا قمريًا بصيغة خاصة تعود أصوله لزمن الفاطميين، ويعتمد على الحسابات الفلكية لتحديد بدايات الأشهر، ويختلف تقويمهم بفارق يوم أو يومين عن التأريخ الإسلامي المعتاد، وينتج عن هذا اختلاف مواعيد بدء وانتهاء كافة المناسبات الدينية كشهر رمضان والحج والأعياد.